عاشت بكري بنت، كانت معروفة بل زين الـكبير الّي بان عليها منل صغـُر، و كان واسمها حسيسنة. فوّتت هاديك صغرها بين يدّين امّها، لالـّة فاطمة طراري، كانت لاهية غير فيها، تفشـّشها قدّما تحرم روحها باش تشري لها كلّ حاجة تحبّها، منل لباسات تاع الـقماش الـغالي و حتا الـسياغات الّي ما كانوش يوالمو، على حساب ناس‘ الـعقل، على بنيتة كان عمرها ما يفوتش الـعدّ تاع صباعي الـيدّين.
بابا الـبنت الّي كان راجل مرزن، ما كانش يحب هادوك الـطبايع و كان دايمن يلوم مراتهُ كي يشوفها تخسر الـدراهم فل شريان تاع صوالح كانو يبانو لهُ تبرويل، و كان مادابيه بنتهُ تلها كتر فل قراية. بصّاح عمرهُ ما نجم يفوّت رايهُ خاطر زوجتهُ ما كانتش تنسا باش تفكـّرهُ بلي كامل مالهم كان هديّة معند مواليها و تقول لهُ بلي لوكان ماشي هيا كون راه عايش ضركا فل غبينة.
الـسي يـحيا، هاداك اسمهُ، كان يسمع كلام مراتهُ و يسكت، و نجم برك يحتـّم عليها باش تقبل فل دار بنت‘ خوه حسّونة، لي كانت يتيمة، و كان هوا داير مجهودهُ باش تقرا و تكون عندها تربية و كان عادّها كي بنتهُ، حتا يلا كانت محسوبة عند مولات الـدار كي الـخدّامة، تسمع دايمن و عمرها ما تشكي.
كانت فاطمة تكلّف حسّونة ب كامل الخدمات تاع الـدار، باش تفرغ لل سوايع معا بنتها حسيسنة، تمشط لها ف شعرها وهيا تشكر لها ف زينها و تحكي لها كيفاش كاش نهار غادي يصحّ لها زواج معا سيّد غـني يجيها منل بعيد. الـبنت مسكينة كانت تبقا تسمع و يرشق لها فل منام الّي تروح معاه، ساهية ف قبالها الّي تشوفهُ باهي.
كبرت حسيسنة امّالي ف هاد الـفشوش، تفوّت وقتها قدّام الـمرايات و هيا تزوّق، و الحاجة لي كانت تحبّها الـكتر، كي كانت تخرج باش تبيّن روحها قدّام الـناس، لي منهم كامل الـعزّاب يبقاو مجمّعين مبهوظين و هوما يتفرّجو فيها ب طبايعها تاع لالـّة بنت الـقصور، متمنـّيين تكون كاش نهار ليهم فل زواج.
كانت لالـّة دايرة ف بالها بلي حتا واحد من هادوك الـشبّان ما ينجم يكفـّيها ب رزقهُ، بصّاح داك الـشي ما منعهاش باش كلّ خطرة تطمّعهم، و كان هاداك ليها برك تمرين موالفاتهُ، باش تفشر ب عمرها قدّام الـناس و تتفاجا بل تخمام تاع الـخبال الّي تنجم تديرهُ فل بال تاع الـرجال.
…………
جا وحد الـنهار، زار الـفيلاج خدّام مرسول معند مولاه، برجوازي مول الـمال، يحكيو على همّتهُ و الـقصر تاعهُ منل بعيد، و علَمهم بلّي وليد هاداك راه ف عمر الـزواج و مواليه وجّدو وعدة منل كبار ل نهار مولود‘ الـنبي لي كان جاي، و راهم عارضين فيها كلّ دار عندها بنت عزبة، باش يختار الـفحشوش وحدة تكون شابّة و توالمهُ، و يندار ليهم الـزواج شي يامات من بعد.
ظار الـخبر فل زنق و دخل عند كامل الـديار، و وصل لل واليّة تاع حسيسنة لي نحلـّو عينيها و خمّمت، « جا الـحال باش نتناسبو معا ناس عندهم الـخير، بنتي ب زينها تسحر لهم الـعين و الـبال و أنا نضمّن ل عضيماتي الـحرير و الـقاضيفة… »
فل ثوينة حرّكت الـمراة رديفها باش توجّد بنتها و ترديها بل ملوّن منل راس لل رجلين و صاوبت كلّ حاجة كيما يلزم، بين الـمساوَق و حتا زيارات الـوليا، و كانت مولات الـحيلة من لي دايرين بلّي سرّ‘ الـدنية ما ينوب غير على الّي يحاول معا الـطـّلبا، و جيوباتهم.
نهار الـلقا، جاو الـناس من كلّ بلاص، شي وحدين قطعو جبل و حدخرين واد، كامل مستنـّيين كاش خير ينكتب ل بنتهم. مول‘ الـراي بالاك يستهزا منل هبال لي كانو عليه ف هاديك الـساعة، و بالاك تاني يغزر يضحك كي يشوف كيفاش كانو الـمزوقات مهوّلين يسـڤـّمو ف حطـّتهم و يبنترو وجوهاتهم ف وسط الـغاشي بين حمر و بيظ و ما نعرف واش. بصّح لاش الـواحد يلوم الّي ناوي يستحسن سعدهُ و يجهد باش يخرج من غبينتهُ. نقولو هاديك هيا الـعيشة، دباز باش الـواحد يزيد فل خير تاعهُ، و خطرات كيما هنا، تكون ب طاڤ على من طاڤ.
موالين الـدار كانو وجّدو كلّ حاجة ل هاد الـنهار، و نجمو يسكـّنو كامل الـمعروضين فل قصر لي كان فيه قريب ستـّين بيت. فل ليلة كان موجّد عشا منل كبار، و بانت لل ناس يمّاة الـوليد لي كانت قايمة بل ضيافة معا الـخدّامين، واقفة على كلّ صالحة و نفحة باش ما تكون حتا حاجة مخصوصة لل حاضرين.
فاتت الـسهرة فل غنا و الـزهو، و خدات مولات الـقصر كامل الـوقت باش تعرف كلّ دار و كلّ بنت كانت حاضرة، جات قعدت شحال معا فاطمة و بنتها حسيسنة حتا نعجبت بيها و عوّلت تختارها ل ولدها، بصّاح خلات رايها ليها حتا تشاور الـمقصود ليه.
جات الـليلة و ناضو الـضياف رايحين ل بيوتهم، و مشا الـخبر بيناتهم بلي مولات الـدار دارت ختيرتها و غاديين يعرفوها الـغدوة معا الـصبحة.
دخلو فاطمة و بنتها و نحّاو شيّهم و سڤـّمو روحهم لل نعاس. حسّونة الّي جابوها باش تعاونهم، كانت تمّاك متمدّية، مستنيتهم حتا يرقدو و خرجت بشوية لل جنان بلا ما يفيقو بيها، باش تتنفـّس شويه برد‘ الـحال معا ريحت‘ الـنوار لي كانت تعطـّر ديك الـليلة. و هيا ماشية وصلت لل ساحة تاع الـعرصات وين كان الـعشا مازال مقيوم و الـطوابل عادهم محطوطين…
سهات فل خير و الـضواو و خطوة مور خطوة غاست و نامت روحها متبّعة الـغنا الـموزّن، و هيا بين يدّين راجل فحل و حنين مرافقها فل شطحة. بقات هاكا شي دقايق، مغمّضة عينيها و متبسّمة و هيا تميل على ليمن و ليسر…، دقيقة و حسّت يدّين شدّو يدّيها و كمّلو معاها فل خطاوي، حتا صحات و ندهشت كي شافت عازب زين مقابلها و هوا متبسّم، بل خلعة أطات لهُ سقلة و رجعت لل لورا …
مسح هوا على خدّهُ و قال لها:
-سامحيني لالة الّي خلعتك، ما كنتش ناوي، شفتك و سحرتي بالي و ما نجمتش نتمنـّع ما نجي نوانسك…
بقات حسّونة مدهوشة، و حشمانة الي كانت مـخطـّية.
-اعدرني على واش درت، و على الـلبسة هادي…، حبّيت برك نتفاجا شوية، ما حسبتش نلقا شي واحد ف هاد الـساعة.
-أنا لي غلطت ما تتعدّريش، الـقصر ب كامل بهاويه راه لل ضياف، قولي لي واش سميّتك و علاش ما شفتكش فل سهرة؟
ما غزراتش الـبنت تقول بلي ما كانتش معروضة، شدّت فيه الـخزرة و ردّت لهُ:
-كنت حابّة نحظر بصّاح ما حسّيتش روحي مليحة، الـنهار ما كانش ليا، و هادا وين نجمت نخرج.
-ياك ما حاجة ضرّاتك ف هاد الموظع؟ اسمحي لي ما تعرّفتش ليك، سمّوني صاماد، وليد هاد الـقصر.
كي سمعَت الـبنت اسمهُ و عرفاتهُ شكون، ما صابتش وين تحطّ روحها، هبّطت راسها و بلا ما تبيّن حشمتها قالت لهُ:
-امالي نتا مول هاد الـسهرة، راك مقلـّش ب هاد الـشي كامل، تعرض الـناس باش يجيو حتا ل عندك، نتا تختار مراة و تغيّض كامل الـبنات لُخرين باش تبقا ف راحتك.
حبّط راسهُ و تنهّد:
-فكرة تاع يمّا هادي، كون سمعو لي، هاد الـشي كان ما يندارش.
شافت فيه و بل تمسخير قالت:
-كامل هاد الـخير و ما تقنعش… و يادرا، كاش ما خرجت عليك مزيّة ليوم؟
-باش نقول الـصح، قنطت بل شي كامل لي شفتهُ، الـزواق من كلّ طبع بصح ما فيه حتا سرّ… قلت قنطت، حتا الـوقيتة لي شفتك نتي هنا.
شافت فيه و تبسّمت
-ياك،… شوف كي يعرف الضرافات، يا مضرا شحال من بنت سمعات هاد الكلام اليوم !…
و عليها ظارت على قدمها و راحت تجري من جيهت‘ البيت.
-علاش تهربي؟ ما قلتي ليش واش أسمك
-اعدرني سيدي، راح الـحال عليا و نـخاف لـى يـمّا طراري تلومني على الّي أنا خرجت.
بقا صاماد واقف و شايفها تبعّد عليه، كان حاب تمّاك يلحقها بصح ما غزرش، و رجع لل بيت و هوّا جارّ رجليه و كان عرف بلي يمّاه كانت قاعدة تستنـّا فيه، باش يتحدّتو على واش كان ماشي يصرا.ـ
…………
راني ختاريت لك وحدة راهي عجبتني بزاف.
-اسمحي لي يمّا بصّاح راكي عارفة واش تخمامي ف هاد الـشي.
-علابالي بلّي كي تشوفها دوك تبدّل رايك، صبتها لك شابّة و تعرف الـطبايع و الـحداقة، و زيد يمّاها تبان موالفة بل خير و شبعانة.
-يـمـّا، ما نضنش توالمني. شفت الـبنات الّي حضرو ليوم و كامل قريب، بانو لي خاويين ف طبايعهم…
-خلـّيني نحكي لك عليها بعدا و مبعد اهدر. واسمها حسيسنة، غير كي شفتها، دخلت لي فل خاطر و يمّاها لالـّة طراري…
-قلتي… طراري؟
تندهش الـولد كي سمع اسم الـمراة و حسب بلّي يمّاه كانت ناوية هاديك الـبنت الّي تلاقا بيها ديك الـليلة. هوّا سكت شويّة و ردّ لها،
-تلاقيت بيها و نقول لك الـصّاح، ما عرفتش بلّي هيا الّي ختاريتيها.
-و يادرا، كيفاش بانت لك؟
-دخلت لي ف خاطري كتر ما كنت نستنـّا من هاد النهار و يلا هيا تاني قابلة الـزواج، ما نقولش الـلا.
-هنـّيتني ب هاد الـهدرة يا صاماد، ما راكش عارف شحال فرّحت يمـّاك. مبروك علينا، غدوة امّالا نخبّروهم بكري.
…………
معا الـصبيحة راح مرسول ل عند فاطمة باش يوصّل لها الـخبر بلي دوك تتلاقا معا مولات الـقصر و وليدها. كي سمعت حسيسنة داك الـشي، قريب طارت بل فرحة و بقات تفرّغ قلبها ف واش كانت ناوية تطلب، قصر منا و عواد منـّاك، و تاني قش و دهوبات بلا حساب، ما صابت غير يمّاها تمّاك الّي هدّنتها و قالت لها:
-ما بقا لكش بزاف ما تصبري يا بنيتي، باني لهم ليوم مرزنة باش تعجبي الـولد، و مبعدا مور الـزواج، اطـّلبي الّي ينفح لك. ما تفسّديش على روحك و نتي على العتبة باش تلحقي.
-إيه، إيه يمّا، عندك الـصاح، راني صابرة، صابرة و قريب…
ساعة من بعد، رجع داك الـمرسول باش يوصّل الـزوج نسا لل صالة تاع الـلقاوة، و هوّا قابلهم تمّاك بيدلاما تجي مضايفتهم معا ولدها لي ما طوّلوش.
فل دخلة، كانو كامل الـنسا متبسّمين و تسالمو كلّي كانو حباب من بكري. صاماد من جيهتهُ بقا على شي خطاوي موراهم و كان وجههُ معبّس كي ما شافش الـبنت لي كان مستنـّي تكون هنا ليوم. نطقت يمّاه و قالت لهُ:
-قدّم وليدي، شوف الـزين و الـرتابة لي راهي معانا ليوم و قول لي يلا ما عرفاتش يمّاك تختارها لك.
حتا نطقت لالّة طراري،
-خلـّيه ما تحشـّميهش مسكين، راهم صغار و ما صايبينش كلامهم، حنا رانا كبارات نورّيو لهم الـهدرة و عبارها كيفاش. ارواحو نقعدو معا الـمايدة، راني نشوف هاديك الـحلاوات الّي نحطـّت لينا و حبّيت ندوق منها.
ضحكو الـنسا و مشاو كامل يقعدو و معاهم صاماد باقي ب تبسيمة معصّرة على فمّهُ، خطوة مور خطوة كان حاسّ روحهُ رايح لل منداف و ما صابش كيفاش يدير باش يسلك منـّهُ.
بقات الـهدرة تدور و صاماد ساكت، بشويّه وصلت فل موضوع على كيفاش الـدعوة تتندار لل زواج. كلّ واحد كان راضي، غير الـولد ياقي مغلـّل منل داخل حتا نطق:
-اعدروني بصّاح ما كاين حتا زواج.
-كيفاش هادي، نطقت فاطمة طراري و هيا تخوّص فل ولد.
بقات يمّاه تخزر فيه مخلوعة و مشطونة، واش راك حاب تقول وليدي؟ زعما النهار جاك قريب بزّاف؟.
-يا مّا، ما رانيش قابل هاد الـزواج، ماشي هادي هيا الـبنت الّي شفتها لبارح.
تبكـّشت الـمراة، و نوّضت ولدها باش تهدر معاه على جنب.
-ياك قلت لي بنت فاطمة طراري، عجباتك و كنت معوّل لبارح، و ضركا راك تبدّل رايك و تحشـّمني معا الـبرّانيّة.
-علابالي واش قلت يـمّا، بصح ما نيش عارف واش صرا، الـبنت الّي شفتها لبارح ماشي هادي، و لخرة قالت لي جات معا هاد الـمراة. ما فهمتش.
-راك تطيّح لي ف نيفي يا صاماد، ما نجيبش الـناس باش يقولو مبعدا بلّي تمسخرت بيهم. أنا سعّفتك حتا ل ضروك و خلـّيتك تتفشـّش على كامل الـبنات الّي عرّفتهم لك حتا ل ليوم، بصح راك كمّلت لي صبري و راك تطلب منـّي كتر من ما ننجم نحمل. ما بقات حتا هدرة، تتزوّج معا هاد الـبنت و خلاص..ـ
…………
Photographie par Inâki da Campo Gan (CC-BY-NC-SA), 2013